
الشيخ صالح بن علي ال كلوت الراشدي
أشهر شخصية عرفها تاريخ رحلات الربع الخالي على الإطلاق, شخصية الشيخ صالح بن كلوت الراشدي تحدث عنها بإسهاب كلاً من الرحالة توماس في كتابه البلاد السعيدة عام 1930م, والرحالة ويلفرد ثيسجر في كتابه الرمال العربية 1945م ثم تناقل الكتابة عنه مؤلفين مثل رونالد كواردي في كتابه مقام الشيوخ السبعة ثم وسائل الاعلام من القنوات والصحف والمجلات عند كل ما جاءت مناسبة للحديث عن رحلات الربع الخالي, وقد وجدت له صور في لوحات كبيرة في عدة أماكن مثل مطار البحرين الدولي وفندق شيراتون الدوحة وهيئة سياحة ابوظبي ومتحف صلالة في عمان.
وخير من تحدث عنه رفقاء دربه كلاً من الرحالة برترام توماس والرحالة ويلفرد ثيسجر فقالا:
قال فيه برترام توماس: سرعان ما ارتاحت نفسي للشيخ صالح وكان يحمل الإسم السحري (بن كلوت) وكان قصير القامة غليظ العظام أصلع …لقد كان يوحي بالثقة.
وقال في موضع آخر: وكان الشيخ صالح بن كلوت من أكثر المرافقين نشاطاً وحيوية لأن من عادة الشيوخ القبليين قيادة أتباعهم في الحرب والعمل على حد سواء.
وقال في موضع اخر: من أول وهلة عجبت بالشيخ صالح وكان قصير القامة عريض البنية … وكان سمحا وصريحا وكان يتحدث في صوت خافت وإتزان وهي سمات قل أن تجتمع في البدوي وقد شجعتني هذه الخصال إلى أن أضع فيه مطلق ثقتي.
وقد ورد اسمه في كتاب البلاد السعيدة 86 مره.
وقال فيه ثيسجرفي كتابه الرمال العربية: بأنه الرجل الحكيم والشيخ المطاع في قبيلته ويسكت الجميع حين يتحدث وبصدور أمره يكون القرار قد أتخذ لقبيلة الراشد.
وقال فيه رونالد كواردي في كتابه مقام الشيوخ السبعة: وفي أحد الأمسيات قدمت مجموعة من آل راشد وطرقوا على بابي في دبي وكان أمامهم رجل قصير القامة ممتلئ الجسم بعيون مشرقة وقالوا: أنه الشيخ صالح بن كلوت الراشدي، وقد تحدثنا طويلا إنه يقظ وودود وعلمت أنه مصاب بألم وقد تأثرت بعمق ولكن لا يوجد ما يمكن عمله له لكنه تحمل ألمه بكل شجاعة ورجولة.
فالشيخ صالح بن كلوت شخصية قيادية فذة حقاً تثير الإعجاب والإكبار فكيف بمن لم يتلق أبسط تعليم في حياته يثير إعجاب أكبر السياسيين البريطانيين بل ويعترفون له بأنه محاور شاق وعبقري ذو شجاعة ورجولة ثم يكشفون له عن أسرارهم وخططهم السياسة في رحلاتهم ويضعون كل ثقتهم الكاملة فيه وفي رجاله على الرقم من صعوبة الأمن على النفس والمال في ذلك الوقت، ولعل ما يفسر قوة هذه الشخصية الفذة أنه من بيت مشيخة عريقة معروفة عند شيوخ المنطقة والقبائل المحيطة بها مما أكسبه ثقة في نفسه أمام الاخرين وثقة الاخرين فيه.
قال برترام توماس: كنت في الحقيقة مدركاً للعبقرية الكامنة في نقاش الشيخ صالح ولكن هدفي الحقيقي أن احصل على تعهد أكيد من صالح بأنه سيرافقني هو نفسه طوال الرحلة.
وقد ذكره المترجم لكتاب توماس (البلاد السعيدة) في الهامش قوله: الشيخ صالح بن كلوت الراشدي شيخ الراشد خلف أخاه الشيخ سهيل بن علي ال كلوت في مشيخة القبيلة وحاز على شهرة كبيرة في عصره توفي في دبي عام 1953م.