الاخبار

كيف تتخلص من المال الحرام؟

السؤال : هناك شخص جمع ثروة ضخمة من ارتكاب الفاحشة (الزنى) ، ولكنه تاب الآن ، ولا يعرف ماذا يفعل بهذا المال ؛ وماله ينقسم الى قسمين : قسم موجود في ثلاث بنوك أوروبية ، وهو اكثر من 100 مليون دولار ، والقسم الثاني : قام باستثماره ، وبنى به عمارة مكونة من 15 شقة ، و3 محلات ، وقام بتأجيرهم ؛ ومنذ توبته لم يلمس أبدا المال الذي يحصل عليه من إجار العمارة ، بل كل هذه الأموال موضوعة في البنك ، وهو الآن يعيش بمال حلال يتحصل عليه من تأجير مزرعة والده ، لكنه غير كافي ، وأيضا هو مريض ، ويحتاج لإجراء عملية ، وهو يرفض إجرائها بمال حرام ، وهو يسال ماذا يفعل بالعمارة ؟ كيف يتصرف مع أموال الايجار الموجودة في البنك؟ وماذا يفعل بالأموال الموجودة في البنوك الأوروبية؟ أرجو الرد بالتفصيل؛ لأنه لا يعرف كيف يتصرف، وهو أيضا يفكر بأخذ جزء من الأموال الموجودة في البنوك الأوروبية، ويستثمرها، وبعدها يقوم بالتصدق برأس المال، فهل يجوز هذا؟ وأيضا هو يملك مغسلة كبيرة بناها بمال حرام، وبعد توبته قام بإغلاقها، ولم يستفد منها؛ فكيف يتصرف مع كل من المغسلة والعمارة، وأيضا مال إجار العمارة؟

 

الجواب: من اكتسب مالا بطريق محرم كالزنا أو الرشوة أو أجرة الغناء، ثم تاب إلى الله تعالى، فإن كان قد أنفق المال، فلا شيء عليه

وإن كان المال في يده، فيلزمه التخلص منه بإنفاقه في وجوه الخير، وإعطائه الفقراء والمساكين. 

إلا إذا كان محتاجا فإنه يأخذ منه قدر الحاجة، ويتخلص من الباقي

وعليه

فيجوز لهذا الرجل أن يأخذ من المال المحرم بقدر حاجته، للعملية، أو للنفقة.

أو أن يأخذ ما يجعله رأس مال، لتجارة يعيش منها ثم يتصدق برأس المال المقترض، متى استغنى عنه

أو يقترض من هذا المال على نية أن يرده، إذا تيسر له.

فلا حرج لو اعتبر العمارة أو المغسلة رأس مال يأخذ من إيراده قدر حاجته، ويتخلص من الباقي.

ثانيا:

لا يجوز إيداع المال في البنوك الربوية إلا بنية الحفظ، ويقتصر على الإيداع في الحساب الجاري دون التوفير.
 

ولا حاجة هنا لحفظ المال، بل يبادر للتخلص منه، فيعطيه الفقراء والمساكين، ويبني المدارس والمستشفيات ونحوها مما فيه مصلحة للمسلمين.

ونسأل الله أن يتقبل توبته وأن يعفو عنه.

 

والله أعلم

اترك تعليق

avatar